ما إن كذبناك(*) ..... شعر سعد سباهي

[كرم لطيف]

مـا إنْ كـذبنـاكَ حـتى غرَّدَ الخبرُ
	مُـوَثَّـقاً شـاهـداهُ السَّـمعُ والبصرُ
وجئـتَ بالبِـشْرِ حـتى طارَ مُنْـعَتِقاً
	على هتـافِـكَ مـن قيـثـارِهِ الوترُ
وراحَ يـخضرُّ فـي أهـدابِـها حُـلُمٌ
	مُعـتَّـقٌ آســراهُ الهـمُّ والـكَـدَرُ
إذْ كبَّـرتْ في سـمـاكَ الرَّحبِ مئذنَةٌ
	كـأنَّ رجْـعَ صـداها النَّصْرُ والظَّفرُ
طـاولتَ ظـلَّكَ نيـساناً فعدتَ وكمْ
	كـانتْ لظلِّكَ تـلكَ الأرضُ تـنتـظرُ
كأنَّـما خلفَ قطبِ الشَّمسِ كنتَ فما
	يـطولُ طـيفَكَ لا ظـنٌّ ولا نـظـرُ
يـا أيـكةَ الزَّمـنِ الموعـودِ في غَبَشٍ
	لهُ تُـغـنِّي عـصافـيـري وتـنتَحِرُ
ويـا نَـجيَّـاً إذا نـامَ الحَـمامُ على
	هـزيعِهِ راحَ يـبكي الغـصنُ والشجرُ
تـهْ فـي رُبـانا فكمْ ناءَتْ بما حَلمَتْ
	شَتـا وصـافَ بـها جـدْبٌ ومُنْعقَرُ
وانـقـرْ عـلى وتـرِ الأيـامِ إنَّ غداً
	غدٌ بـهيٌّ بهِ إذْ يَـبـسـقُ الـثَّـمرُ
واطـلقْ فهـاتَـيْكَ أحلامٌ وأجـنِحَةٌ
	ألـحـانَ دربي وذا ليلٌ وذا سَـحَرُ
وزدْ فلا طربَ الحادي ولا رويَ السّاري
	ولا اهـتـزَّ فـي أفـلاكِـها حَـجرُ
كـأنَّ مـا اخـضرَّ زهـرٌ فـوقَ رابيةٍ
	سـقى ثـراها وروّاها الـدمُ العـطِرُ
كـأنَّ ما ثـرْثـرَ البـارودُ ما طفقتْ
	أشـلاؤُنا بـوطيـسِ المـجدِ تـستَجِرُ
ولا استـحمَّ بـليلِ الـدّاجيـاتِ دمٌ
	دمٌ لشـعبٍ مشـى بالمـوتِ يـأْتـزِرُ
كـأنَّ ما غـامَ غيـمٌ في سـمـائِهُمُ
	مـن النَّجـيـعِ ولمْ يـهـطلْ بهِ المطرُ
بـزغتَ كالـفجرِ يـعرو عنـدَ طلعتِهِ
	ستْرُ الـدَّياجـي وتـجلو عندَهُ الصّورُ
وهـلَّ في سَـحَرِ الـتـأريخِ منكَ على
	صمـتِ الجـراحِ هـلالٌ واعـدٌ نَضِرُ
مُبَـشِّراً بـغـدٍ أبـهى ولسـتُ أرى
	إلاّكَ فـجراً عـلى الأبـوابِ ينـتظرُ
عـودي لظلِّكِ يـا طيـفي وعـاطفتي
	ولحـنَ قيـثارتي قـد أورقَ الـوتَـرُ
عـودي فـقدْ دقَّ بعـدَ الهجرِ مُعتِذراً
	طيـفُ الحبـيبِ الذي قدْ شاقَهُ السَّفَرُ
وذي الرَّصـافَةُ قـدْ عـادتْ مُـؤرِّقَةً
	ولاحَ مـن فَـلَكِ الأزْرارِ لـيْ قـمرُ
اللهُ يـا وطـنـاً يـصحو عـلى ألَـمٍ
	مُـرٍّ ويـغـفو على أقـسى ويـدَّثِـرُ
على جـراحِ الضّـحايـا رحتُ أرسِمُهُ
	خـريـطةً للـغدِ الـزَّاهـي وأعتذِرُ
وصغتُ من نَـفَثِ الآهـاتِ لـي وتراً
	وصـرتُ أُبــدِعُهُ لحـناً وأبـتـكِرُ
وفـي لُـجاجٍ مـن البيدا أطوفُ بـها
	عـلى المـقـابرِ طـوفـانا وأعتَـمِرُ
وفـي يـدي باقـةُ للـوردِ أحـملُها
	إلـى الضّـراحِ ولـكنْ مالَـها أثَـرُ
فـيا حُـداةَ ظـعونٍ يا جِـمـالَهُـمُ
	أينَ الأحـبَّةُ فـي أيِّ الثَـرى قُبـِروا
هـلْ غُسِّـلوا وأُهيـلَ الـرَّملُ فوقَهُمُ
	رمـلَ العـراقِ كـفـاكَ اليومَ تعتذرُ

[حسين الناصري]

عاشت ايدك ياحبيبي تقبل مروري

[@اخوكم المخلص@]

تقبل مروري

[كرم لطيف]

اشكركم على الردود



تسلمو

[حسين الناصري]

ما اجمل الشعر تقبل مروري المزيد