بعد العاصفة (نزار قباني)

[عراق فورتين]

أتحبُنــــي .. بعــد الذي كانـــا ؟
إنــي أحبــــُكِ رغـــم الذي كانــــا
ماضيـكِ لا أنــــوي أثارتــــــه
حسبـــــي بأنـــكِ ها هنـــا ألآنــــا
تتبسمـيـــن .. و تمسكيـن يدي
فيعـــود شكـــي فيـــــكِ أيمانــــــا
عن أمس لا تتكلمـــــي أبــــداً
و تألقـــــي شـــَعـــراً و أجفانـــا
أخطاؤكِ الصغرى .. أمر بها
و أحــولُ ألأشــــواك ريحانـــــــا
لولا المحبـة ُ في جوانــحـــه ِ
ما أصـبــــح الإنســــان إنسـانـــا
عامٌ مضـــى و بقيتِ غاليـة ً
لا هنتِ أنتِ و لا و الهوى هانا
إني أحبكِ. كيـف يمكننــــي ؟
أن أشعــل التاريــــخ نيرانـــــا
و به معابـــــدنا جـرائدنـــا
أقداحُ قهوتنـــــا, زوايــانـــــا
طفليــــن كنـــا في تصـرفنا
و غرورنا . و ظلالُ دعوانـــا
كلماتنا الرعنـاء مضحكـــة ٌ
ما كان أغبــــــاه و أغبانـــــــا
فلكم ذهبتِ و أنـتِ غاضبة ٌ
و لكم قسوتُ علــيـــكِ أحيانــا
و لربما انقطعـــت رسائلنا
و لربما انقطعــــت هدايانــــا
مهما غلونا في عـــداوتنــا
فالحبُ أكبـــــر من خطايـانــــا ..
عيناكِ نيسانانِ كيف أنــا
أغتالُ في عيـنـيـــكِ نيســانـــا
قدرٌ علينا أن نكون معـــــاً
يا حلوتي. رغم الــذي كانـــــا
إن الحديقة لا خيــار لهـــا
إن أطلعـــت ورقــاً و أغصانا
هذا الهوى ضوءٌ بداخلنــا
و رفيقنا و رفيـــق نجـــوانا
طفلٌ نــــداريه و نعبــــده ُ
مهما بكى معنــــــا و أكبانـــا
أحزاننا منـــــه و نسـأله
لو زادنا دمعــــاً و أحـــــزانا
هاتي يديكِ فأنتِ زنبقت
و حبيبتي. رغــــم الذي كانـا ..

[عراق فورتين]

بعد العاصفة