الاردن بلد الوحيد

[حسين الناصري]

function print_me() { window.print(); }

شوارع الأردن الوحيدة بالوطن العربي التي تنظم سيرها شرطيات
الأثنين, 13 ابريل, 2009 11:52 AM - عام




خاضت المرأة الأردنية شتى ميادين العمل فقد عملت طبيبة ومهندسة ومزارعة وعملت كذلك في سلك الشرطة فصرنا نراها مهندسة في الشرطة النسائية أو مدخلة بيانات أو شرطية في السجون ودور الأحداث.أما اللافت للنظر والمثير للعجب فهو عمل المرأة شرطية مرور تقوم على تنظيم حركة مرور السيارات وضبط المخالفات وليس هذا وحسب بل قيادة الدراجة النارية وسيارة الدورية والونش.
ولا شك أن هذه الظاهرة تعد الفريدة من نوعها في البلدان العربية حيث لم تشهد شوارع أي مدينة عربية عدا عمان ظاهرة وقوف فتاة في شارع مزدحم متعدد الاتجاهات أو على دوار ضخم ترتدي الزي العسكري وفي فمها صفارة وتلوح بيديها في محاولة لتنظيم المرور تحت حر الشمس وبرد الشتاء متعرضة لسيل من التعليقات الباهتة والنظرات اللاسعة لكن المثير
للعجب هو أنها تنفي كل حرج قد تتعرض له مدافعة عن موقفها ووقفتها وعملها الذي لا أعتقد أنها قد وصلت إلى حدوده عندما كانت تسرح بخيالها الحالم وهي على مقاعد الدراسة لأن هذا العمل ولد على يديها هي واختارته سواءً على علمها أو جهلها بتداعياته ومخاطره.
ولن يخفى على أي منا أن ما من أب أو أم يرضيان لابنتهما أن تقف هذا الموقف إلا ما ندر والذي لا يمثل سواد المجتمع الأردني الذي يتميز بتمسكه بالعادات والتقاليد ما أمكن.
من المثير للعجب كذلك أن عمل شرطية المرور لا يميزه دخل مرتفع حيث لم تشمله مزايا تختلف عن أي وظيفة أخرى فالتأمين الصحي والإجازات والعلاوات وغيرها هي نفسها التي تتميز بها باقي المهن والوظائف التي تلائم الفتاة أكثر من كونها شرطية مرور.
أما في الجانب الأكثر حساسية بين كل الأمور و المتعلق بالزواج فإن الكثير من الشباب لا يحبذون فكرة الارتباط بفتاة تعمل شرطية مرور وقد طرحت هذه الفكرة بنفسي على عدد معتبر من الشباب فكان ردهم هو الرفض القاطع لها مما يضيف إلى صعوبة عملها وصعوبة تقبل الناس له صعوبة أخرى وهي تضاؤل فرص الزواج لأن معظم الشباب إن لم يكونوا جميعهم يفضلون زوجة بعمل محافظ مقبول تذهب إليه وتعود منه إلى بيتها وأولادها هادئة مطمئنة مهما ادعوا التحرر والتحضر.
حين مروري بشوارع العاصمة عمان ألتفت إلى شرطية المرور ولا أخفيكم أنني ارتبك وأنا انظر إليها في محاولة لرؤية وجهها ورصد حركاتها والوصول إلى تسوية بين الازدحام والفضول والاستغراب ومراقبة وجوه السائقين مما يزيد المرور ارتباكا وحيرة.
وقتها أتمنى أن أتوقف بجانبها لأهمس لها وأقول : منذ متى يا أختي صار مشهد الفتاة وهي تقف على مرأى الجميع في الشوارع المفتوحة أو وهي تقود الونش أو وهي تقود الدراجة النارية مألوفا في بلدنا المحافظ المعتد بقيمه و عاداته؟وحين تكونين في سيارة دورية كيف ستتعاملين مع من جنح من السائقين؟وهل ستطاردين من لا يلتزم منهم بدراجتك النارية؟أي رصيد من اللطف واللين ما زال في حضورك ؟
إنه عمل صعب مهما رافقه من جوائز ومكافآت ؛صعب لأنه يستهلك من رقتك وأنوثتك وراحتك وأمنك.
عزيزتي
أنت تقفين في شارع تمر منه السيارات باتجاهات متشعبة تنظمين حركتها لكنك لو وقفت في شارع فرعي يقف فيه الأهل والعائلة وأفراد المجتمع والشباب الراغبون في الزواج فلن تستطيعي تنظيم الحركة فيه وإن بدا في نظرك سهلا خفيف الحركة .



javascript:print_me();








_uacct = "UA-1018839-1";
urchinTracker();

[عراق فورتين]

مشكور وتسلم

[حسين الناصري]

وانته سالم حبيبي